ستكون بطولة كأس أمم إفريقيا 2023 في كوت ديفوار، بمثابة بداية عهد جديد للكرة النيجيرية، حيث يطمح منتخبها في تحقيق إنجاز جديد يضاف إلى سجله الكبير في الكرة الأفريقية على مدار السنوات الماضية.
وحقق منتخب نيجيريا كأس أمم أفريقيا أعوام 1980 و1994 و2013، كما حل وصيفا في نسخ 1984 و1988 و1990 و2000، وحصل منتخب (النسور الخضراء المحلقة) على المركز الثالث أعوام 1976 و1978 و1992 و2002 و2004 و2006 و2010 و2019.
لكن الهدف في نسخة عام 2023 سيكون تحقيق اللقب للمرة الرابعة في تاريخ منتخب نيجيريا، الأولى منذ عام 2013، خاصة مع وجود عدة لاعبين لديهم إمكانيات كبيرة تؤهل الفريق للفوز باللقب.
ويبرز اسم فيكتور أوسيمين، مهاجم نابولي الإيطالي، وأفضل لاعب في أفريقيا عام 2023، كنجم يعتمد عليه الفريق الذي يدربه البرتغالي جوزيه بيسيرو، وهو كذلك اللاعب الأعلى كقيمة تسويقية بين زملائه، بقيمة 110 ملايين يورو من أصل50ر450 مليون يورو كقيمة إجمالية للفريق.
وحقق أوسيمين مع نابولي لقب الدوري الإيطالي الموسم الماضي، وسجل للفريق الإيطالي 67 هدفا في 119 مباراة حتى الآن في كل البطولات، منذ انضمامه إليه قادما من ليل الفرنسي عام 2020.
ويأتي فيكتور بونيفاس، مهاجم باير ليفركوزن الألماني، ثانيا في حسابات القيمة التسويقية بمبلغ 40 مليون يورو، كما يضم الفريق العديد من الوجوه المتألقة في الملاعب الأوروبية مثل صامويل شوكويزي، مهاجم ميلان الإيطالي، وولفريد نديدي، لاعب ليستر سيتي الإنجليزي.
وتأهل المنتخب النيجيري، الذي يحتل المركز رقم 42 في تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا) للمنتخبات، للبطولة بعدما تصدر المجموعة الأولى في التصفيات التي جمعته كذلك بمنتخبات غينيا بيساو وسيراليون وساو تومي.
وفاز المنتخب النيجيري على ساو تومي وسيراليون ذهابا وإيابا، وفاز على غينيا بيساو، كما جاءت خسارته الوحيدة أمام غينيا بيساو كذلك على أرضها في الجولة الثالثة بنتيجة صفر / 1.
وجاءت أكبر نتائج نيجيريا في التصفيات على حساب منتخب ساو تومي بنتيجة 10 / صفر، جاء نصيب أوسيمين منها 4 أهداف، كما سجل هدفين في مباراة الإياب التي انتهت لصالح فريقه 6 / صفر.
وتولى بيسيرو تدريب المنتخب النيجيري في مايو 2022، ليقود الفريق في مشوار التصفيات للبطولة.
وللمرة الأولى سيتواجد بيسيرو في بطولة أمم أفريقيا، لكنه سبق له التدريب في أفريقيا حينما تولى مهمة تدريب الأهلي المصري في موسم 2015 / 2016.
وأوقعت القرعة المنتخب النيجيري في المجموعة الأولى إلى جانب منتخب كوت ديفوار المضيف وغينيا بيساو وغينيا الاستوائية.
ويستهل منتخب نيجيريا مشواره في البطولة بمواجهة غينيا الاستوائية يوم 14 يناير على ملعب (الحسن واتارا) في أبيدجان، وهو الملعب ذاته الذي يستضيف مباراته الثانية أمام منتخب البلد المضيف كوت ديفوار يوم 18 من الشهر ذاته، قبل أن يختتم دور المجموعات بمواجهة غينيا بيساو يوم 22 من نفس الشهر على ملعب (فيليكس بوانييه).
ويسعى المنتخب النيجيري لتعويض خيبة الأمل الناتجة عن عدم التأهل لكأس العالم 2022 في قطر، ومحاولة استعادة أمجاد الكرة النيجيرية في البطولة الأفريقية.
وكانت المشاركة الأولى لنيجيريا في البطولة عام 1976 في إثيوبيا حيث حصل الفريق على المركز الثالث، وفي 19 مشاركة سابقة للفريق في النهائيات لم يسبق له الخروج من دور المجموعات سوى مرة واحدة فقط في نسخة عام 1982 في ليبيا.
وأنجبت الكرة النيجيرية العديد من الأسماء الكبيرة التي أضاءت سماء البطولة الأفريقية، لكن الجيل الذهبي الفائز بنسخة عام 1994 في تونس سيظل في الذاكرة.
وضم الفريق أسماء عدة مثل النجم الكبير جاي جاي أوكوشا ورشيد ياكيني وسامسون سيا سيا وفيكتور إيكبيبا وفيندي جورج وغيرهم.
ولم يتوقف تألق الكرة النيجيرية على أمم أفريقيا وكأس العالم في 1994، بل امتد للفوز بالميدالية الذهبية لدورة الألعاب الأولمبية في 1996 في أتالانتا، وعلى حساب المنتخب الأرجنتيني بنتيجة 3 /2 في النهائي.
وفي أول مشاركتين له بكأس العالم، 1994 و1998، خرج الفريق من دور الـ16، لكنه قدم أداء رائعا وحقق فوزا تاريخيا على إسبانيا قبل 26 عاما بفرنسا قبل الخروج على يد الدنمارك، لكنه بقى عضوا دائما في كأس العالم منذ 2002 وحتى عام 2018، باستثناء نسخة 2006 في ألمانيا التي لم يتأهل لها.
ورغم الحضور العالمي والأفريقي المستمر للمنتخب النيجيري، لم يحقق الفريق الكثير منذ نهاية الجيل التاريخي، وجاء فوزه بلقب نسخة عام 2013 في جنوب أفريقيا ليؤكد أن المنتخب لازال لديه الكثير لفعله، لكن ذلك لم يحدث حيث ودع الفريق منافسات كأس القارات من الدور الأول في عام 2013 قبل أن يخرج من دور المجموعات في كأس العالم في نسختي 2014 و2018.
وتأسس الاتحاد النيجيري عام 1945، رغم وجود بعض الدلائل التاريخية التي تؤكد تأسيسه قبل ذلك بأعوام، وانضم بشكل رسمي للاتحاد الدولي (فيفا) عام 1960 وقبله بعام كان قد انضم إلى الاتحاد الأفريقي.
وكان الفوز على ساو تومي في التصفيات بعشرة أهداف نظيفة هو الأعلى في تاريخ نيجيريا، فيما جاءت الخسارة أمام غانا صفر / 7 عام 1955 لتكون الخسارة الأكبر في تاريخه.
ويتصدر أحمد موسى قائمة أكثر اللاعبين خوضا للمباريات الدولية مع المنتخب النيجيري بـ108 مباريات، في حين يتصدر النجم الراحل رشيدي يكيني ترتيب الهدافين التاريخيين للفريق برصيد 37 هدفا.